recent
أخبار ساخنة

مقاصد القرآن الكريم وأهدافه

                                                             مقاصد القرآن الكريم وأهدافه

عجائب وأسرار ومقاصد**القرآن الكريم**أسرار ومعلومات لأول مرة ستسمعها عن عجائب القرآن*محاضرة مفيدة جدا

الشيخ بدر بن نادر المشاري


 

     لقد أكرم الله نبيَّنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم بمعجزة القرآن الكريم، الذي يعدُّ من أعظم معجزاته على الإطلاق، فهو دستور الأمة الإسلامية وضامن سعادتها الدنيوية والأخروية، أنزله الله على نبيِّه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل والوثنية إلى نور العلم والمعرفة وعبادة الله وحده.

فالقرآن الكريم:

    هو كلامُ الله، المنزلُ على نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر. وقد أنزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، وبحسَب الروايات الواردة في نزول القرآن الكريم، فإنه قد نزل منجَّمًا ومفرَّقًا في ظرف ثلاث وعشرين سنة حسب الأحداث والوقائع، فكلما وقعت واقعة أو حدثت مسألة ما، نَزَل القرآن الكريم يقرِّر في شأنها حكمًا شرعيًّا، فَوَاكَبَ بذلك القضايا والمستجدَّات وسَايَرَ الأحداث والوقائع، فكان بذلك صالحًا لكلِّ زمان ومكان، فهو كتاب ربَّاني يُجيب عن قضايا الناس المرتبطة بحياتهم الدنيوية في كل العصور والأماكن، وقد نُقل إلينا القرآن الكريم عن طريق التَّواتر جيلاً عن جيل مكتوبًا في المصاحف ومحفوظًا في الصدور، فنزَّهه الله عن التأويل والتحريف، وضَمِن حفظه وخلوده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 وقد تضمَّن القرآن الكريم مقاصد وأهدافًا متعددة، سنذكر بعضًا منها على الشكل التالي:    تصحيحُ العقيدة والتوحيد:

    نلحظ في كلِّ دعوة الأنبياء عليهم السلام، الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالألوهية، وحينما بعث الله سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته إلى الناس كافة بتوحيد الله، وتصحيح عقيدة الناس ومعتقداتهم الباطلة المبنية على الشرك والأوهام وعبادة الأصنام؛ حيث كان شائعًا لدى مشركي قريش التشبث بعبادة الأصنام، والتمسك بعادات آبائهم وتقاليدهم الضالَّة، فبدأ صلى الله عليه وسلم دعوته بربط الناس بالله؛ لأن ذلك مدخل أساسي إلى إصلاح النفوس وتزكيتها.

توجيه الناس إلى حُسن عبادة الله :

    إن الغاية التي من أجلها خُلق الإنسان هي عبادة الله تعالى، والتذلل لله عز وجل خوفًا منه ومحبة له، فالله تعالى هو المستحق وحده بالعبادة، ولا معبود بحق سواه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

كتاب هداية للمتقين :

    قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

إخراج الناس من الظلمات إلى النور:

    قال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1]. تبشير للمؤمنين بالأجر والمثوبة ووعيد للكافرين بالعذاب: قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9، 10].

تحقيق السَّعادة الدنيوية والأخروية:

     إن السَّعادة الحقيقية تكمن في التمسك بكتاب الله والاسترشاد بتعاليمه، فالقرآن الكريم هو سرُّ سعادة الإنسان وفلاحه ونجاحه في الدنيا والآخرة؛ إنْ تدبَّر الإنسان آياته وعمِل بما فيه من أحكام ومبادئ، ولنا في السلف الصالح رضوان الله عليهم القدوة الحسنة؛ حيث كانوا لا يتجاوزون الآية القرآنية إلا بعد إتمام حفظها وفَهمها وتطبيقها، وذلك - لَعَمْري - أسمى نموذج وأرقى تعامل مع كتاب الله، إن ذلك من أمارة حبِّ كتاب الله تعالى والحرص على الاسترشاد بهديه وأحكامه، فعاشوا بذلك سعادة وطمأنينة في الدنيا وفوزًا بالمغفرة والثواب في الآخرة.

 تكريمُ الإنسان وتشريفه :

     إنَّ المتأمل في آيات القرآن الكريم، يجد العناية الفائقة والاهتمام الكبير بتكريم الإنسان وإعطائه الحقوقَ وردِّ الاعتبار له، فبعدما كانت حقوق الإنسان مهضومة في الجاهليَّة، جاء القرآن الكريم لتكريم الإنسان وتشريفه؛ حيث حرَّم انتهاك عرضه والاعتداء عليه والنَّيْلَ منه، سواء كان حيًّا أم ميتًا، فتشريف القرآن للإنسان تعدَّد مرارًا وتَكْرارًا في آيات القرآن حسب السياق القرآني، لقد كرم المرأة بنتًا وأمًّا وزوجةً وأختًا، وصان حقوق الإنسان بسياج من التشريعات الربانية؛ حيث شرع الحق سبحانه وتعالى القصاص حفظًا للنفوس والمهج، وشرع الحدود حفظًا للدماء والأعراض وحرم أكل أموال الناس بالباطل، بما في ذلك المستضعفون في المجتمع، كاليتامى والأرامل، فَسَادَ العدلُ في المجتمعات الإسلامية، ونال الإنسان حظَّه من التكريم والتشريف الإلهي.

التعبُّد بتلاوته:

     وذلك بتلاوته آناءَ الليل وأطراف النهار، وبالأخص في شهر الصيام تعظيمًا لشعائر الله، فبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته سبيل إلى تعميق الإيمان بالله؛ حيث ورد الاقتران بين تلاوته والإيمان به؛ قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

author-img
هنا جلال

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent