دفنت ابنها البكري وتنتظر جثة شقيقه.. مأساة "أم عثمان" من شاطئ الموت بالإسكندرية
05:30 مالإثنين 13 يوليه 2020
مع أول ضوء لشمس يوم الجمعة الماضي، وبينما تستعد "أم عثمان" لتباشر شئون منزلها الريفي في قريتها بكوم حمادة بمحافظة البحيرة، نقل إليها الجيران الخبر المشئوم: "ولادك الاتنين عثمان وشادي ماتوا".
فقدان شابين في لحظة واحدة.. "عثمان" 19 عامًا، و"شادي" 17 عامًا، لم يكن نهاية الأحزان التي طرقت باب عم "عبد الله عثمان زغمار" وزوجته، فأمواج البحر الغادر طرحت لهم جثة "عثمان" وتأبى حتى الآن أن تخرج لهم جثة الابن الأصغر.
4 أيام تجلس الأم وزوجها على رمال "شاطئ الموت"، لا تشعر بحرارة الشمس ولا تفرق بين ليل أو نهار، جل ما تريده هو عناق جثة ابنها، ربما تبرد نار قلبها المحترق، تناجي ربها في صمت تارة، وتنظر على كل موجة تلامس رمال شاطئ تارة أخرى لعلها تحمل معها جثة شادي.
لم تتمالك الأم الكلمى نفسها عندما جلس بجوارها اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، يواسيها ويتابع جهود الإنقاذ، وقالت له: "أبوس رجلك عايزة جثة ابني أدفنه جنب أخوه.. ساعدنا".
"دوامات" وبحر هائج لا تهدأ أمواجه، مشكلات تواجه قوات الإنقاذ النهري وغطاسين ومتطوعين في رحلة بحثهم عن جثة "شادي" إلا أنهم لم يتوقفوا لحظة أملًا في أن يحققوا للأم أمنيتها في رؤية ابنها الميت.
كان 12 شخصًا لقوا مصرعهم غرقًا، فجر الجمعة الماضي، بشاطئ النخيل بحي العجمي، بعد تسللهم إلى الشاطئ فجرًا.