تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن
يُعد تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري (224هـ – 310هـ)، المسمّى بـ "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"، من أوثق وأوسع كتب التفسير، بل هو أول تفسير شامل وصل إلينا كاملًا، وقد صار مرجعًا لا يُستغنى عنه في علوم التفسير واللغة والقراءات.
✍️ منهج الطبري في التفسير:
-
التفسير بالمأثور أولًا: يفسر الآيات بالقرآن، ثم بالأحاديث النبوية، ثم بأقوال الصحابة والتابعين.
-
عرض الأقوال ومناقشتها: يذكر أقوال المفسرين في الآية، ثم يرجّح بينها بميزان علمي دقيق.
-
الاعتماد على اللغة العربية: يستشهد بالشعر الجاهلي ويشرح معاني الألفاظ تفسيرًا لغويًا نحويًا.
-
ذكر القراءات القرآنية: يعرض القراءات المشهورة والشاذة ويبين أثرها في المعنى.
-
الاستناد إلى السند: يسوق الروايات بأسانيدها، كونه محدثًا ومؤرخًا موثوقًا.
📌 خصائص تفسير الطبري:
-
موسوعي ضخم: بلغ نحو 30 جزءًا مطبوعًا في بعض الطبعات.
-
ثروة روائية: فيه أكبر مجموعة من الآثار المنقولة عن السلف.
-
أمانة علمية: لا يحذف الأقوال المخالفة، بل يعرضها ويناقشها ويردّها بالحجة.
-
أصل لكل من جاء بعده: اعتمد عليه مفسرون كبار مثل ابن كثير والقرطبي والزمخشري.
📚 مكانته العلمية:
قال عنه العلماء:
-
ابن كثير: "وهو من أجلِّ التفاسير، وأعظمها قدرًا، وأصحها نقلًا".
-
الذهبي: "لم يُصنّف أحد مثله".
-
النووي: "أجمع وأوسع ما صنّف في هذا الباب".
📄 مقدمة الطبري نفسه (مختصر):
قال الإمام الطبري في مقدمة كتابه:
"إني رأيت أن من الواجب على من علمه الله ما بيّن به فضل القرآن أن يبيّنه للناس، ويكشف لهم عن تأويله ومعانيه، إذ كان سبيلهم إلى نجاتهم، فشرعت في كتاب جامع لبيان تأويله، ووجوه معانيه، وقراءات قرائه، وحجج المختلفين فيه، وبيان الصحيح منها، وترجيح ما ترجّح من ذلك".
✅ خاتمة:
تفسير الطبري هو الركن الركين لعلم التفسير، ومن أراد أن يبدأ من الأصول في هذا العلم فعليه بهذا الكتاب. ورغم صعوبته نسبيًا على المبتدئ، إلا أن قيمته العلمية والتاريخية تجعله مرجع المفسرين وكنز الباحثين.
تحميل تفسير الطبري
اضغط هنا